كيف يتم وضع الدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسائل العلمية؟

كيف يتم وضع الدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسائل العلمية؟

عند كتابة خطة بحث للرسائل العلمية سواء لدرجة الماجستير أو الدكتوراه كثيرا ما يواجه الطلاب والباحثين صعوبات تتعلق بكيفية كتابة الدراسات السابقة بدون الأخطاء المنهجية بحيث يمكن الخروج في النهاية ببحث قويا مدعما بالكثير من الأدبيات والدراسات السابقة يصمد أمام لجنة التحكيم، لكن هذا ليس بالأمر الهين على الباحثين لأن خطة البحث تعتبر مقياس لإظهار مدى مهارات الباحث وتأهيلية لخوض هذه المرحلة وإجراء المشروع العلمي، ولمساعدتكم على هذا الأمر نقوم في هذا المقال باستعراض أهم النقاط التي تساعدكم في كيفية كتابة الدراسات السابقة داخل خطة البحث:

ما هي الشروط الواجب توافرها في خطة البحث؟

  • الوضوح والإيجاز غير المخل.
  • جميع عناصرها تكون ذات صلة وطيدة بموضوع البحث.
  • ذكر الأدبيات والدراسات السابقة.
  • مراعاة المعايير العلمية سواء في أسلوب الكتابة العلمي أو تنسيق الخطة وترتيب عناصرها.
  • خلو الخطة من الأخطاء الفنية والأكاديمية.
  • خلو الخطة من الألفاظ الأعجمية غير المتداولة أو المفاهيم المبهمة.
  • خلو الخطة من كافة الأخطاء سواء اللغوية أو الإملائية أو النحوية.

لماذا يجب الاطلاع على الدراسات السابقة فبل البدء في كتابة خطة بحث الرسالة؟

عندما يقوم الباحث باختيار موضوع البحث قد لا يكون بالضرورة أنها المرة الأولى من نوعها التي تم التطرق فيها إلى هذا البحث، فقد يكون قد سبقه الكثيرون وفي هذا الموضوع وكل منهم قد خرج بتوصية ونتائج معنية أو تختلف عن بعضها البعض، وذلك نظرا لاختلاف الجوانب التي قاموا بتناول هذا الموضوع، لذلك لابد أن يقوم الباحث بالاطلاع على كافة هذا الدراسات التي اختصت موضوع بحثه بالدراسة سابقا، وذلك حتى يكون ملم بأكبر قدر ممكن من المعلومات حول موضوع بحثه، هذا فضلا عن أن التقدم لا يقف عن حد معين، وكلما تقدمت التكنولوجيا التي يستند إليها الباحث سواء في جميع البيانات أو تحليلها كانت النتائج أكثر دقة وبالتالي استنتاجات الدراسة أو المقترحات والمناقشة، وهذا يعني أنه أمام الباحث المزيد من الفرص لإضفاء المزيد من الإبداع أو الاحترافية على موضوع البحث ذاته وذلك من خلال استخدام التقنيات العصرية الحالية، ويمكن إجمال هذه الاستفادة كالتالي:

  • إثراء الحصيلة المعرفية لدى الباحث وإيضاح المزيد من التفاصيل التي لم يكن على دراية بها.
  • تصبح مشكلة البحث أكثر وضوحا من ذي قبل هذا فضلا عن أن الباحث يصبح قادرا على تحديد جميع المجالات التي تتعلق بها مشكلة البحث.
  • تحديد جميع الجوانب مشكلة البحث التي يمكن تناولها من خلاله وأيا من هذه الجوانب هي الأكثر صلة والأكثر أهمية لمجال الباحث والقسم الذي يلتحق به.
  • تعمل على توفير جهد الباحث وعدم التطرق إلى جانب من جوانب المشكلة تم التطرق إليه من قبل.
  • يصبح الباحث أكثر دراية بالأدوات والآليات والمنهج العلمي الذي عليه إتباعه خلال بحثه.

ما هي أهمية الاستشهاد بالدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسالة؟

  • دعم الأفكار والفرضيات النظرية التي افترضها الباحث وخصها بالدراسة والتحليل، فهذا مبدأ الوسط العلمي وهو أن يستمد ثقل الطرح وأفكار الباحث من خلال الاستشهاد بدراسة سابقة لأحد مشاهير البحث العلمي في الوسط.
  • النقد وذلك من خلال عقد المقارنات بين الدراسات السابقة والفترة الحالية وهذا يعمل على إيضاح الفجوة بين التوصيات السابقة وعدم صلاحيتها أو تناسبها مع الوضع الحالي والذي بدوره يوضح أهمية قيام الباحث بدراسة هذا الموضوع.
  • صقل البحث وإثرائه من خلال الإشارة إلى ثقل هذا الموضوع وأهميته واسهاماته من خلال ضخ عدد لا حصر له من المعلومات من دراسات سابقة قام بها خبراء هذا المجال.
  • الإشارة إلى أهمية دراسة هذا الموضوع واستشفاف الجدوى من دراسة الرسالة الحالية وذلك من خلال تقييم الرسائل أو الدراسات السابقة وعمل مقارنات موضوعية بين المستوى الذي وصل إليه البحث العلمي في الوقت الحال.

ما الفرق بين الدراسات السابقة وبين المراجع؟

مفهوم المراجع هو أعم وأشمل من الدراسات السابقة، بمعني أن الدراسات السابقة جزء من المراجع لكن العكس غير صحيح فليست كل المراجع عبارة عن دراسات سابقة لموضوع البحث، أي أن الدراسة السابقة هي عبارة عن مرجع يتشابه مع موضوع البحث بدرجة كبيرة أو صغير لكن هناك نسب تحكم هذا الموضوع بمعني يمكن أن تتشابه الدراسات السابقة مع موضوع بحثك بسبة 30% أو 20% أو 10% … إلخ، أما عن أسباب الاستعانة بدراسات سابقة دون غيرها فهناك آلية منهجية تحكم هذا الأمر، أما عن المراجع فهي أعمق من هذا المفهوم فهي تشمل كافة ما يستشهد به الباحث خلال موضوع بحثه أو الخطة ويكون هذا الاقتباس يعمل خدمة القيمة المعلوماتية أو يثري الرسالة بما في ذلك الدراسات السابقة التي يقوم بتلخيصها أو نقدها.

كيف يتم تلخيص الدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسالة؟

هنا خطأ يشيع بين الباحثين بالاعتقاد أن عملية التخليص للدراسة تشمل جميع أجزاء الدراسة، وهذا غير صحيح وإنما يتم تلخيص النقاط الهامة والعناصر الأساسية في الدراسة، ويمكن أن تتمثل أهم هذه العناصر في يلي:

  • لابد أن يتم البدء في تلخيص الدراسة من خلال كتابة اسم مؤلف الدراسة وسنة النشر.
  • يلي ذلك ذكر عنوان الدراسة بشكل واضح ويتم نقد العنوان أو التعليق عليه.
  • وخلال هذه المرحلة يقوم الباحث بصياغة هدفه الرئيسي وراء تلخيص هذه الدراسة أو نقدها، وتحديد ما الذي يرغب في تحقيقه من خلال سعيه لتلخيص هذه الدراسة.
  • لابد من الإشارة إلى المنهج العلمي الذي بنيت عليه الدراسة ونقد بحيث يتم ذكر العيوب والمميزات وتحديد إذا ما كان الباحث قد وفق في اختيار هذا المنهج أم لا.
  • وفي الجزء الأخير من تلخيصات الدراسة تأتي النتائج والتوصيات الخاصة بالدراسات السابقة حيث يقوم بالباحث بذكرها ومقارنة هذه النتائج بالنتائج المتوقعة لبحثه.

كيف يتم ترتيب الدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسالة؟

هناك طريقة أكاديمية يتم من خلالها وضع وترتيب الدراسات السابقة داخل خطة بحثه وتشير هذه الطريقة أن عليه كتابة الاسم الأول والأخير لمؤلف الدراسة السابقة، ومن ثم عنوان هذه الدراسة وتاريخ النشر ومن ثم يقوم بتحديد نوع هذه الدراسة من حيث هل هي بحث أم رسالة ماجستير أم دكتوراه؟ ومن ثم يقوم في النهاية بترتيب هذا الدراسات، وهنا طرق متعددة يقوم الباحثين بترتيب الدراسات السابقة على أساسها، إليك أهم هذه الطرق:

  • البيليوغرافيا المشروحة

وهذه الطريقة لا تسند إلى زمن أو منهج وإنما يتم استعراض الدراسات بحسب عناوينها، ومن ثم يتبعه التلخيص والنقد للدراسة بشكل مشروح، أما عن التخليص أو الشروح فلا يقصد به تلخيص كافة أجزاء الدراسة وإنما استشفاف الأجزاء الهامة التي تدعم موضوع بحثك بما في ذلك الفرضيات والأسئلة والنتائج والتوصيات والحجج والمنهج.

  • الترتيب الزمني

وخلال هذه الطريقة فإن الباحث يستند في ترتيبه للدراسات السابقة إلى الإطار الزمنى أو تاريخ أو سنة النشر للدراسة، وهذه الطريقة تعد من أفضل طرق ترتيب الدراسات على الاطلاق في حالة البحوث التي تتبع المناهج التاريخية، وذلك لأنها تفيد في إيضاح مدى استفادة كل دراسة سابقة من التي تليها، ويتم ترتيب الدراسات وفقا لسنوات النشر أما بشكل تصاعدي أو تنازلي.

  • الترتيب المنهجي

أما هذا الترتيب فيعتمد بشكل أساسي على تقسيم الدراسات وترتيبها وفقا المنهج العلمي الذي تتبعه كل دراسة من هذه الدراسات.

  • الترتيب طبقا للأهمية

وخلال هذه الطريقة يقوم الباحث بترتيب الدراسات السابقة التي استند إليها طبقا لأهميتها وإسهاماتها في مجال البحث وكذلك أهمية نتائجها والتوصيات الصادرة عنها بالنسبة لبحثه، بحيث يتم ترتيب طبقا للأهم فالمهم وهكذا…

  • الترتيب حسب محل الدراسة

وهذا نوع أخر من طرق الترتيب التي يعتمد الباحثون عليها عند وضع الدراسات السابقة داخل خطط البحث، وهذا النوع يقر أن مقر الباحث ليس بمعزل عن العالم وأن الدراسات التي يطلع عليها لا تقتصر على الدراسات المحلية فحسب، وبالتالي فقد يكون هناك دراسات عالمية، وعلى هذا فإن هذه الطريقة تقر ترتيب الدراسات من خلال وضع الدراسات المحلية أولا، يليها الدراسات الإقليمية ومن ثم الدراسات الدولية.

نصائح هامة تساعدك في وضع الدراسات السابقة عند كتابة خطة بحث الرسالة؟

لا يوجد حد أدنى أو أقصى يحجم الباحث فيما يخص استشهاده بالدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع بحثه، وإنما يترك الأمر لتقدير الباحث أو ملاحظات المشرف وتوجيهاته أو الاستعانة بتوجيهات ذوي الخبرة من الباحثين المتخصصين ومراكز الأبحاث والرسائل العلمية المحترف، وفي هذا الشأن يمكن لـ “إنجاز” أفضل مركز للأبحاث والرسائل العلمية مساعدتك من خلال الاستشارات الأكاديمية التي تقدم من خلال نخبة من الأساتذة والمتخصصين، أما عن الملاحظات الهامة التي تساعدك خلال وضع الدراسات فإليكم التفاصيل:

  • مراعاة عنصر الإيجاز عن تلخيص وكتابة الدراسات السابقة شريطة إلا يكون هذا الإيجاز مخل.
  • مراعاة إحدى طرق الترتيب التي تم الإشارة إليها سابقا وإتباع إحداهم.
  • ليس هناك حد أدنى أو أعلى لعدد الدراسات السابقة التي يجب على الباحث الاكتفاء بهم في خطة بحثه وإنما الأمر تقدير، لذلك لابد أن يولي الباحث اهتمام كبير فيقوم بذكر الدراسات ذات الصلة بموضوع بحثه والتي تعمل على دعمه وتثري البحث، والبعد على الدراسات التي ليس لها صلة كبيرة بالبحث وذلك حتى لا تشغل حيزا خلال الخطة أو تشغل وقت اللجنة الممتحنة وتؤثر بشكل سلبي على موافقة اللجنة على الخطة.
  • مراعاة الأساليب المنهجية التي يتم على أساسها نقد الدراسات السابقة للأبحاث.
  • التأكيد على أن ليس هناك حدود لعملية نقد الدراسات وإنما يتوقف على الرأي العلمي للباحث، لكن يجب إلا يطيل الباحث النقد بشكل ممل لا يضيف إلى البحث وإلا يكون إيجازه للنقد مخل بالدراسة.

ختاما

روح الرسالة العلمية هي ثرائها بالمعلومات الموثوقة والدقيقة، وبالتالي فإن الأدبيات والدراسات السابقة من العناصر الأساسية في خطة بحث الرسالة، فلا يمكن أن تخلو خطة البحث من النظريات المثبتة في الدراسات السابقة، ويتم من خلالها التدليل على فرضيات البحث الحالي والاستناد إليها في ترجيح حجة الباحث للوصول إلى مرماه وأهدافه أمام لجنة التحكيم، لكن هناك بعض المعايير التي تحكم وضع هذه الدراسات عند كتابة خطة بحث الرسالة، وهنا في هذا المقال قمنا باستعراض كافة الجوانب المتعلقة بأهمية الدراسات السابقة وأهمية الاستشهاد بها في خطط الأبحاث للرسائل العلمية، هذا فضلا عن الإشارة إلى كيفية وضع وترتيب هذا  الدراسات بداخل خطة البحث، ونأمل في أن نكون قد قمنا القدر الكافي من الدعم بإزالة اللبس عن هذه النقاط، أما إذا كان لا تزال لديكم المزيد من الاستفسارات فمكننا مساعدتكم بكل تأكيد! كل ما عليك هو التواصل معنا الحين ونسعد بالرد على جميع هذه التساؤلات والاستشارات!

انقر هنا لطلب الخدمة أو طلب استشارة لإعداد وتنفيذ خطة البحث.

راسلنا على الواتس اب