عمل استبانات
يتطلب الشق التطبيقي من البحث العلمي بعض الأدوات التي من خلالها يستطيع الباحث الوقوف على الحقيقة في ما يبحث فيه من موضوعات، إذ قد يتطلب الأمر منه تصميم استباناتٍ، أو إجراء مقابلاتٍ، أو استطلاعات رأيٍ، أو تجربةٍ علميةٍ، أو اختبارات. تلك الأدوات يمكن تصميمها لتشخيص الواقع، أو لاستشفاف رؤى المستقبل حول مسألةٍ من مسائل البحث، وتوظيفها فيه بما يخدم الموضوع، ومن تلك الأدوات، بل أشهرها على الإطلاق: الاستبانات.
وتعرف الاستبانات بأنها: جملةٌ من التساؤلات المكتوبة يتولى الشخص المُستَجْوَبُ الإجابة عنها، وقد تكون تلك التساؤلات مفتوحة وقد تكون مغلقة
الأمور التي يجب مراعاتها عند صياغة تساؤلات الاستبانة.
يراعى في تصميم تساؤلات الاستبانة ما يلي:
- أن تكون مفهومةً واضحةً حاسمةً لا لبس فيها ولا غموض.
- أن تتدرج تصاعديًا من السهولة إلى الصعوبة.
- أن يغطي كل سؤالٍ جانبًا من جوانب البحث.
- الاقتصار على عدد محدودٍ من الأسئلة.
- تجنب الأسئلة المطلقة تفاديًا للإجابات الفضفاضة.
- البعد عن الغموض والتعقيد في الأسئلة.
مزايا الاستبانة:
- تتيح للباحث مصادر كثيرة للحصول على المعلومة، ووجهات النظر حول موضوع الاستبانة، إذ تحمل له آراء أشخاص كثيرون في نفس الوقت.
- تتيح للباحث إعمال مبدأ السرية، حيث يمكن إجراؤها على مستوىً منفردٍ، مراعاةً لاعتبارات السرية.
- تتيح جمع البيانات على اختلاف توجهات أصحابها.
- يضمن بها الباحث الحيدة، ويتفادى بها التحيز.
صعوبات تصميم الاستبانة:
- تتطلب جهدًا كبيرًا في تحضيرها وصياغتها.
- تتطلب مستوى معين من الوعي لدى المستجيبين، فيصعب تطبيقها مع الأوساط غير المتعلمة.
- تواجه أحيانًا مخاطر الوقوع في الالتباس، وسوء فهم الأسئلة.
- تواجه أحيانا فرضية عدم الإجابة عن جميع أسئلة الاستبانة، أو فقد نسخة الاستبانة أصلًا.
- لا توجد بها آلية لمنع المستجيب من مناقشة غيره حول موضوع الاستبانة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في رأيه.
- صعوبة الرجوع إلى صاحب الاستبانة في الحالات التي لا يُشترط فيها ذكر اسمه على الاستبانة، الأمر الذي يُهدر قيمة بعض الاستبانات.
- نظرًا لغياب آلية المراقبة، فإنه من الوارد قيام غير المستهدفين بالإجابة عن أسئلة الاستبانة.
- بعض الاستبانات تأتي أسئلتها طويلة وكثيرة، الأمر الذي يُشعِرُ المستهدف بالملل، قد يضطره إلى الانسحاب وعدم إكمال الاستبانة.
خطوات تصميم الاستبانة:
- تحديد عناصر الاستبانة وأهدافها.
- تحديد نطاق الاستبانة، ومجالها.
- وضع الأسئلة حول أهداف الاستبانة.
- دراسة الاستبانة بشكل أولي.
- مناقشة الاستبانة مع ذوي الخبرة.
- إثبات صدق الاستبانة وثباتها إحصائيا.
- زمن تعبئة الاستبانة: لا يوجد زمن معين، ولكن يُنصح بألا يتخطة الربع ساعة للاستبانة الفردية، والنصف ساعة للاستبانة الجماعية.
- عدد أسئلة الاستبانة: يُقترح أن يكون في حدود 20 إلى 45 سؤال على الأكثر.
- شكل السؤال: يُفضل أن يكون قصيرًا ومباشرًا لضمان فهم المتلقي، وسرعة الاستجابة.
مواصفات الاستبانة الجيدة:
الاستبانة الجيدة هي التي تتوافر فيها المواصفات التالية:
- العنوان واسم الباحث والجهة المشرفة.
- الغرض من الدراسة.
- رسالة ودية للقارئ لشكره على مساعدته، وطمأنته على سرية معلوماته.
- المعلومات الشخصية للمستجيب.
- تعليمات الاجابة.
- الاسئلة.
- فئات الاستجابة كثيرة ويحددها نوع الاسئلة وفيما يلي استعراض لبعض منها:
- أوافق بشدة – أوافق – محايد – غير موافق
– غير موافق بشدة.
- وهذا يسمى مقياس ليكرت (Likert Scale) ويستخدم في قياس الاتجاهات.
- ممتاز – جيد جداً – جيد – ضعيف.
- دائماً – عادة – نادراً – اطلاقاً.
- راض تماماً – راض الى حد ما – لست راض.
ويُفضِّل خبراء كتابة الاستبانة استبعاد خيارات عدم المعرفة (لا أعرف – لا أدري – غير مهتم)، حيث أنها تمثل مخرجًا آمنا من كل أسئلة الاستبانة، إلا أن ذلك ليس بقاعدة.
كما يُنصح بعدم الاقتصار على بديلين فقط من فئات الاستجابة، حيث أن ذلك يقلص اختيارات المستجيب، مما قد يؤدي إلى نتائج غير صادقة.
أنواع الاستبانات :
تتعدد الاستبانات وأشهرها نوعان:
الاستبانة المفتوحة (وتأخذ شكل أسئلة مقالية يجيب عنها المستجيب بالكم والكيف الذي يراه).
الاستبانة المغلقة: وتأخذ واحدةً من صورتين:
ورقة رصد: وهي عبارة عن أسئلة من نوع الإجابات القصيرة، لكل منه إجابتان: غالبا (نعم أو لا)، أو (موافق أو غير موافق.( مقياس رتب: وهو جملة من العبارات الخبرية، وتتطلب من المستجيب أن يضع لها حكمًا معينًا، وقد يكون هذا الحكم واحدًا من ثلاثة، وأحيانًا أكثر من ثلاثة. ويُفضَّلُ فيه أن يكون عدد الأحكام فرديًا، وفي كل الحلات يسمى المقياس باسم عدد الأحكام في الاستبانة، فيسمى مقياس ثلاثي، أو خماسي، وهكذا.
شكل الاستبانة:
تتألف الاستبانة من جدولٍ ذي أعمدةٍ ثلاثة، يتخذ كل عمودٍ اسما:
فالأول: للفقرات.
والثاني: للتقديرات (ويقسم إلى 3 أعمدة صغيرة أو أي عدد فردي فوق ذلك).
والثالث: للملاحظات.
أبعاد الاستبانة:
يُفضَّل أن تقسم فقرات الاستبانة إلى أبعاد، يضم كل بعدٍ منها مجموعةً متآلفة من القضايا.
خصائص فقرات الاستبانة :
هناك مجموعة من الخصائص التي لابد أن تتسم بها فقرات الاستبانة حتى تؤتي ثمرتها المرجوَّة على أتم وجه، وهي:
- أن تتخذ شكلًا متقاربًا من حيث الطول.
- أن تأتي صياغتها معبرةً عن دلالةٍ زمنية واحدة (ماضي أو حاضر أو مستقبل).
- أن تتطابق بداياتها من حيث اللغة (يفضل أن تبدأ بفعل أو أداة استفهام).
- أن تكون صياغتها موحدة من حيث السلب والإيجاب.
- أن يراعى فيها التسلسل المنطقي.
- أن تكون الفقرة ذات صلةٍ بالبعد الذي تندرج تحته.
- أن تأتي شارحة لما تحتويه من مصطلحاتٍ جديدة.
- أن تعين حروف النفي وأدوات الاستثناء فيها بوضع خطٍ تحتها.
- يكون تحكيم الاستبانة من ذوي الخبرة والاختصاص، من حيث (سلامة اللغة، وتسلسل الفقرات، وتناغمها).
- يجب تجريب الاستبانة على عينةٍ صغيرة مكافئة للفئة المستهدفة كنوعٍ من التحكيم، وذلك لقياس (مقروءية الاستبانة، وتحديد الزمن الفعلي لملء الاستبانة، ومدى وضوح تعليمات الاستبانة).
تحليل نتائج الاستبانة:
يستبعد الباحث قبل التحليل الاستبانات غير المكتملة، ثم يتثبَّتُ من مطابقة الاستبانات المكتملة لعينة بحثه أو دراسته، ثم في النهاية يقوم بما يلي:
- حساب تقدير كل فقرة في كل بعد:
- للفرد.
- لجميع أفراد العينة.
- حساب تقدير كل بعد:
- للفرد.
- لجميع أفراد العينة.
- حساب تقدير كل الاستبانة:
- للفرد.
- لجميع أفراد العينة.
اطلب الخدمة الآن
طلب خدمه